قصص

قصة قصر مكامي

-إيه آخرة الملل اللي إحنا فيه؟
-عاوز تقول إيه يا “كريم”؟
-نفس الروتين اليومي، الجامعة؛ الكافيتيريا؛ المحاضرات؛ كلامنا اللي بسببه بحلم أحلام هباب، ويوم الجمعة بقضّيه في البيت مبخرُجش، إيه رأيك يا “عصام” لو نخرج نغيَّر جو؟
-نغيَّر جو فين مُش فاهم!
-يعني نخرج يوم الجمعة، نروح أي مكان، ما تيجي يا عم نشوف أي حد منظَّم رحلة ونطلع.
-والله فكرة حلوة، أهو تغيير برضو، ياريت بقى لو نروح مكان فيه بيت رعب.
-تصدق أنا غلطان إني اتكلِّمت معاك، يعني يا نتكلم في بيوت مسكونة وظواهر غريبة، يا نروح بيت رعب!
بصراحة؛ كُنت مُتعمِّد أنرفِز “كريم”، عشان كده قولتله:
-اهدى يا عم مالك اتعصَّبت ليه، شوف عايزنا نروح فين وأنا معاك.
بعد ما اتفقنا إننا هنخرج الجمعة الجاية، بشرط إن “كريم” هو اللي هيحدِّد نروح فين، عشان هو مش واثق في اختياراتي، وبشرط تاني؛ وهو إني ما اتكلِّمش معاه في أي حاجات من اللي بنتكلِّم فيها، عشان ميحلمش بأحلام مخيفة زي ما هو فاهم، وده عشان مزاجه هيتعكر وهيبقى في موود مش كويِّس لمَّا نخرج.
وافقت على شروطه، وقولت في نفسي، بالمرَّة يعني الواحد ياخد أجازة يومين تلاتة من رحلات الموقع، أصل بعيد عن الإثارة والتشويق بتكون حاجة شاقة.
خلصنا الجامعة وروحنا، وفي اليوم ده قرَّرت إني هقعد مع أمي ومش هدخل أوضتي كالعادة بعد المغرب، ولا هفتح اللاب توب، ولا هفكَّر أصلًا في الموقع، اتغدينا وقعدنا ندردش، حتى أمي كانت مستغربة إني فاضي النهاردة وقالتلي:
-بقالك كتير مقعدتش معايا يا “عصام”، دا أنا حاسَّة إنك متغرَّب عني يابني.
-معلش يا أمي؛ أنتي عارفة الكلية والأبحاث وكده.
-ربنا يعينك يابني.
قعدنا وكمِّلنا كلامنا، لحد ما المغرب أذِّن، أمي قامت تصلِّي، وأنا كمان قومت وصليت، ورجعنا قعدنا نتكلِّم، في اللحظة دي، سمعت صوت حاجة بتخبط في أوضتي، ركِّزت مع الصوت، واتأكِّدت إن في صوت خبط فعلًا، بصِّيت لأمي، اللي كانت بتكمِّل كلامها عادي، زي ما تكون مش سامعة صوت الخَبط، استأذنت منها وقولتلها هشوف حاجة في أوضتي وراجع علطول، وأخدت بعضي وروحت على الأوضة، وبمجرَّد ما دَخَلت؛ سمعت صوت حد بيصرخ، زي ما يكون بيتعذِّب، كنت مستغرب من الصوت ومن كل حاجة بتحصل، ولما حاولت أركِّز وأعرف الصوت طالع منين، لقيته طالع من اللاب توب؛ اللي كان في مكانه على الترابيزة ومقفول!
لما عيني جت على اللاب توب لقيته بيتهَز، مكنتش محتاج أعرف إن كل ده بيحصل بسبب الموقع الأسود، لكن أنا لا فكَّرت في حاجة، ولا اتكلِّمت مع “كريم” في حاجة النهاردة، وده اللي خلاني مقدرتش أنتظر، قرَّبت من اللاب توب وفتحته، كان لازم أعرف إيه اللي بيحصل، وليه الموقع بيحاول يستدرجني النهاردة، ولما اللاب توب اتفتح، المُتصفِّح فَتَح من نفسه، ولقيت على شاشة الموقع صورة قصر قديم.
حرفيًا؛ مكنش عندي أي فكرة عن القصر ده، يعني لا أعرف اسمه، ولا مكانه، ولا أعرف أي حاجة عنه، لكن ببساطة هيئته القديمة بتقول إنه مسكون، ودي حاجة مش محتاجة تفكير.
مأخدتش الوقت الكافي عشان أفكَّر في الحكاية، فجأة تلاشيت من الأوضة، وظهرت في مكان تاني، كانت أوضة ضلمة ومحتواها غريب، ترابيزة خشب مع 3 كراسي، وكانت في لمبة نازلة من السقف وواصلة قُرب الترابيزة، عشان نورها يكون متركِّز على 3 أشخاص موجودين، وباقي الأوضة تفضل الضلمة مسيطرة عليها.
أغرب ما في الموضوع، هو إن الـ 3 أشخاص كان في منهم اتنين لابسين أقنعة، واحد منهم لابس قناع أرنب، والتاني لابس قناع فانديتا، أما الشخص التالت؛ فكان وشه ظاهر عادي، وده اللي خلاني أعرف من ملامحه إنه شخص أوروبي.
الترابيزة كانت عليها مجموعة أوراق، والشخص اللي بدون قناع كان بيبص ليهم وهو متردد، وطبعًا مكنتش عارف إيه سبب تردده، لأني لحد دلوقت معرفش أنا فين، ولا الموقع جابني هنا أعمل إيه، لكن قدرت أربط بين ملامحه، وبين إيده اللي كان فيها قَلم، وكانت بتقرَّب من الورق وبتتراجع، وبعدها الشخص اللي لابس قناع أرنب اتكلِّم وقالُّه:
-لازِم توقَّع على الـ 40 ورقة.
وساعتها الشخص اللي لابس قناع فانديتا اتكلم وقال:
-متنساش المكافأة، 20 ألف دولار، في المقابل هتقضِّي 8 ساعات جوَّه القصر، أنت كان عندك رغبة تخوض التجربة دي، عشان المكافأة، يعني محدِّش أجبرَك إنك تيجي لحد هنا.
ساعتها الشخص اللي المفروض يوقَّع على الأوراق قال:
-لكن في بند مُخيف في الأوراق، يعني إيه المخاطر ممكن توصل لإصابات خطيرة أو للموت، بدون ما يكون في مسئولية على المكان.
في اللحظة دي؛ الشخص اللي لابس قناع فانديتا رد عليه وقالُّه:
-لأن أنت مُش مجبر على خوض التجربة، ده اختيارك، أنت عرفت المخاطر وعندك الرغبة، ممكن تكون رغبتك في المكافأة، أو رغبتك في إنك تعيش مغامرة مرعبة، يعني أنت مُتحمِّل كل المسئولية، ده غير إنك لازم تدخل اختبار طبِّي ونفسي، ونشوف أنت لائق للتجربة ولا لأ، لأن بمجرد دخولك القصر مفيش تراجع، أنت ممكن تخرج في حالة واحدة بس، وهي إن يكون عندك القدرة تستغيث في حالة اتصبت إصابة خطيرة، أو إنك تكون على وشك الموت وفي إمكانية إنك تتلحق، بس ساعتها انسى المكافأة، وعمومًا مفيش حد من اللي دخلوا قبل كده وصل لمرحلة الموت، لكن إحنا بنعمل حساب أسوأ الاحتمالات.
-وإيه المطلوب مني غير التوقيع على الأوراق دي؟
-صاحب القصر عنده كلب، كل المطلوب منك هو كيس أكل للكلب بتاعه، والشرط ده موجود في الأوراق، اللي في حال موافقتك؛ هتوقَّع عليها ورقة ورقة.
لحد دلوقت مش فاهم حاجة؛ غير إن ده شخص عاوز يخوض تجربة، وواضح من التردد اللي على ملامحه إنها تجربة خطيرة، ده ظاهر جدًا في كمية الأوراق اللي مطلوب يوقع عليها، وعلى كمية الشروط اللي اتقالت، وإن الاتنين دول مسئولين عن المكان اللي هيخوض التجربة فيه، لكن القصر ده فين أو في أي مكان، لحد دلوقت مش ظاهر حاجة غير إن اللهجة اللي بيتكلموا بيها هي اللهجة الأمريكية، يعني غالبًا أنا في أمريكا دلوقت.
الوقت فات وأنا في نفس المكان، والشخص اللي بدون قناع كان بيوقَّع الأوراق، وبيسلِّمها للشخصين المقنَّعين، في اللحظة دي صاحب قناع الأرنب قالُّه:
-منتظرينك بُكره الساعة 10 مساءً في قصر مَكَامي.
قصر مَكَامي، معرفش ازَّاي المعلومة دي وَقَعِت من دماغي، أنا فعلًا مقدرتش أربُط بين اللي بيحصل، وبين المعلومات اللي أعرفها عن المكان ده، والحكاية باختصار، هو إن صاحب القصر دَه، واللي بالمناسبة موجود في أمريكا فعلًا، قرَّر إنه يحوِّل القصر لأكتر مكان مُخيف على وجه الكُرة الأرضية، حاجة كده زي بيت الرعب اللي كلنا نعرفه، لما ندخل جوَّاه ونقابل كائنات مخيفة، بتظهر فجأة من أماكن غير متوقَّعة، هي نفس الفكرة بالظبط، لكن الاختلاف الوحيد؛ هو إن اللي بيظهر للناس في بيت الرعب عبارة عن دُمى؛ مصنوعة بأشكال مخيفة، إنما في قصر مَكَامي، اللي بيظهر للزوَّار ناس حقيقية، وبيكونوا لابسين أقنعة مرعبة، بيظهروا من أماكن مفاجأة، وبيحالوا يتعاملوا مع الزاوار بعنف، عشان الزائر يوصل لأقصى درجة من الخوف، ده غير ديكور القصر اللي لوحده كفيل إنه يجيب انهيار عصبي لأي حد يشوفه، لأن ببساطة الديكور عبارة عن أشياء قديمة، يعني؛ تقدر تقول كده إنك بتحس إن أنت موجود في قصر مهجور حرفيًا، ده غير الدَّم اللي ملطَّخ الحيطان، واللي بالمناسبة هو عبارة عن دَم حقيقي، وبيتجدد من وقت للتاني، لأن طبيعة الدم إن لونه بيغيَّر مع الوقت، عشان كده بيتم دبح حيوانات بشكل مستمر، واستخدام دمَّها في تجديد الديكور، ده غير حاجة تانية ممكن محدِّش يتوقَّعها، وهو إن أي زائر بيتصاب أثناء تواجده في القصر، وبيتعرَّض لنزيف شديد، بياخدوا دمّه وبيستخدموه في الديكور.
الأغرب من كل ده، إن الأشخاص اللي بيقوموا بعمليِّة التخويف في القصر، عبارة عن مجموعة من المرضى النفسيين ومسجلي الخَطر، يعني أشخاص عندهم رغبة في الانتقام الغير مُبرَّر من الناس، كل ده أعرفه لأني قارئ عن القَصر، وقرأت شهادات ناس عاشت التجربة، واتكلموا عن الأهوال اللي شافوها جوَّه. وكان في سؤال مهم، هو ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه التكلفة دي، وبيدفع فلوس للناس اللي قايمين على التجربة، ده غير إنه بيرصد مكافاة كبيرة في مقابل إن الضيف يجيب كيس أكل للكلب بتاعه، حاجة مُش منطقية أبدًا، وأكيد مش بتتعمل هباءً يعني.
هو للدرجادي الإنسان مُجرم في حق نفسه؟! تجربة زي دي واقعية لدرجة مخيفة، الشخص بيواجه جوَّه أشخاص مُكلَّفين بإصابته بالرعب بكل الطرق المتاحة، حتى لو اضطروا يستخدموا العنف، وده واضح جدًا في الشروط اللي بتقول إن العواقب ممكن توصل للوفاة، لكن يبدو إن الأوراق اللي بيوقع عليها الضيف بتحمي صاحب القصر والناس اللي قايمين على التجربة، وبتبعد عنهم أي مسؤولية، ده غير إني لما كنت بقرأ عن القصر، ملاحظتش إن في حالات وفاة، الموضوع كله عبارة عن إصابات، لكن كان في شيء مشترك وغريب بين كل اللي خاضوا التجربة، وهي إنهم اتصابوا بحالات نفسية وعصبية، حالات أشبه بالجنون، وفقدوا قدرتهم على التعامل بشكل سوي مع المجتمع، وفي منهم اللي انتحر بعد فترة من التجربة.
حاولت أربط الخيوط ببعضها وسأل نفسي، ليه أنا هنا؟ ولقيت الإجابة بتخطر على بالي بسرعة، وهي إني اقترحت على “كريم” إننا نروح بيت رعب، كان على سبيل الهزار عشان أشوف رد فعله، لكن واضح جدًا إن الموقع مبيعرفش الهزار، وأخدني في رحلة بناءً على اقتراحي، لأكتر بيت رعب واقعي في الدنيا.
المَشهد اتبدِّل، اتفاجأت بنفسي جوَّه القصر، المَنظر مُقبِض ومُخيف، صور ناس مقتولة بطريقة وحشية، كلام مكتوب بالدم على الحيطان، اللي كان متعلَّق عليها كلاب متحنَّطة، وحيوانات تانية كتير، والأغرب من كل ده، هو إن كان في أجزاء وأطراف بشرية متعلَّقة في السقف بكلاليب، المشهد أقرب لمَسلَخ أو محل جزارة بشري، ودي النقطة اللي كانت جديدة على معلوماتي، يمكن عشان محدِّش جاب سيرتها أو كتب عنها، بس مع الوقت اكتشفت إنها أجزاء بشرية من السليكون، وواضح إن اللي عامل الديكور بارع جدًا، لأن هيئتها والدَّم اللي عليها وكأنها حقيقية بالظبط، ده حتى الدَّم كان بينقَّط منها.
الإضاءة في المكان مكانتش كويسة، يادوب تخليك تشوف تفاصيل المكان المرعبة، زي ما يكون في مهندس إضاءة محترف موزَع الإضاءة بطريقة تظهر كل الرعب اللي في القصر، وفي نفس الوقت تخلِّي أماكن معينة ضلمة وغامضة.
لحد هنا وتفكيري اتشتِّت عن تفاصيل المكان، لمَّا سمعت صوت حركة جنبي، بدأت أركِّز في الصوت عشان أشوف مين اللي بيتحرَّك، بس مكنتش شايف حاجة، بس سمعت صوت بيناديني وخايف إن حد يسمعه وبيقولي:
-“عصام”، يا “عصام”.
بصت ورايا وأخدت نفس عميق وقولت:
-أنت يا “كريم”؟!
-إحنا فين؟
-هو إيه اللي إحنا فين؟ مالك بتنادي عليا بصوت واطي ومغيَّر صوتك.
ساعتها لقيته بيقولِّي وهو بيشاور في منطقة ضلمة:
-شوف اللي واقف هناك ده.
في اللحظة دي؛ لمحت نفس الشخص اللي كان قاعد على الترابيزة وبيوقَّع الأوراق، وكده فهمت إن دي بداية التجربة.
الحكاية ابتدت بمجرَّد ما شوفته، سمعت صوت باب بيتقفل، فهمت ساعتها إن ده صوت باب القَصر، اللي اتقفل بمجرَّد ما هو دَخل، في البداية الدنيا قدامه كانت ضلمة، وده اللي خلاه واقف متردِّد مش عارف يروح فين، لكن مفاتش وقت طويل، ولمحنا فلاشر أحمر بينوَّر وينطفي، نور الفلاشر كان قوي، أقرب ما يكون لشرارة النار اللي ظهرت فجأة في كهف ضلمة، لدرجة إنه نوَّر المكان بالكامل، واتضح لنا إن الفلاشر كان بيرشِد الشخص ده عشان يحدِّد الاتجاه اللي المفروض يمشي فيه، لكن “كريم” بتفكيره الجبَّار طبعًا كان فاكره نار بجد، وكان بيفكر يطلب المطافي، على أساس إنها حريقة وإحنا معانا رقم المطافي هنا وكده يعني!
الفلاشر ظهر عند بداية ممر، اللي لمَّا نوَّر باللون الأحمر، لقينا حيطانه عليها كلمات مكتوبة بالدَّم، وفي أجزاء بشرية مرميَّة في الأرض، وحواليها بُقَع دَم، ده غير إن الحيطان كان فيها شاشات تليفزيون قديمة، ما بين كل شاشة والتانية مسافات متساوية، المنظر مخيف، لدرجة فكرنا إن الشخص ده مش هيجرُأ إنه يقرَّب من المَمر، لكن ظننا خاب، لقيناه بدأ يتحرَّك ناحيته، بدأنا نمشي وراه، ولما وصل لبداية الممر، وَقَف وهو بيبُص للمنظر، الخوف كان مالي ملامحه، وكان زي اللي بيقاوم رغبته في التقيّؤ، عاوز أقولكم كمان، إن المكان كانت ريحته لا تُطاق، وكأن اللي عامل ديكور المكان كان قاصد يخلي الشخص يعيش التجربة وكأنها حقيقية بالفعل، أجزاء بشرية ودم وريحة مُفزعة، عشان يوهم الشخص الموجود إنه في مكان كله موت.
أول خطوة للشخص ده في الممر، كانت الخطوة الأولى له في الجحيم، لأنه بمجرَّد ما قرَّب من أوِّل شاشة تليفزيون موجودة في الحيطة، اكتشفنا إن الشاشة السودة كانت عبارة عن قطعة جلد لونها أسود، واترفعت فجأة عشان يخرج منها شخص لابس قناع مُخيف، كان وجه بشري مخيف، كله ضربات سكاكين وغُرَز ودم، وكان ماسِك في إيده مَنجل، وبمجرد ما خرج بنصُّه اللي فوق من الشاشة، ضرب بالمَنجل اللي في إيده ضربة عشوائية في الهوا، ولحسن حظ الشخص اللي موجود في التجربة، إنه لمَّا اتفَزع من المنظر وقع في أرضية الممر، وده اللي خلَّى المنجل يعدِّي من فوقه بدون ما يقطع راسه في طريقه.
بعدها الشخص اللي كان ماسك المنجل دخل شاشة التليفزيون تاني، وقطعة الجلد السودة نزلت مكانها. الشخص اللي في التجربة كان لسه مرمي في الأرض، مكانش قادر يقوم من الخوف، في اللحظة دي لقيت “كريم” بيقولي:
-تفتكر خبطة زي دي كانت ممكن تعمل إيه؟
-أكيد كانت هتعمل راسه كورة تنس، ونروح أنا وأنت نجيبها من آخر الممر.
-بس أكيد ده تمثيل، يعني هما متفقين على كده صح؟
-المشكلة إنه مُش تمثيل ولا حاجة، كل اللي بتشوفه ده حقيقي، والشخص اللي قدامك ده داخل في تجربة، ومش عارف إيه اللي هيهاجمه وإمتى ولا يعرف ازَّاي وفين.
-وأنت عرفت ده منين؟
-باختصار يا “كريم” إحنا في قصر مَكَامي، بيت رعب لكن من نوع مختلف، حاجة كده حقيقية، عاوز أقولك إن الشخص ده ممكن يموت في أي لحظة، وهو عارف كده وموقَّع وثيقة تعهّد على نفسه.
-شوفت بقى، أهو أنت قولت الصبح نخرج نروح بيت رعب، شوفت بقى الحلم خلانا نروح فين.
الحمد لله إنه في كل مرَّة بيفتكر الموضوع حلم، مُش عارف لو عرِف إننا في واقع دلوقت هيعمل إيه، لكن عشان أخلَص من كلامه قولتله:
-خلاص بقى؛ هو أنت هتولوِل زي السِّتات ولا إيه، إهدى خلينا نشوف الحكاية.
ساعتها الشخص اللي في التجربة كان بيقوم من الأرض، وشه كان مليان دَم من اللي في الأرض، وبمجرَّد ما وقف على رجله عرفت إن رجليه مُش شيلاه من الخوف، ولوهلة؛ الموقع خلاني أقرأ تفكيره، كان بيلوم نفسه إنه وافق على التجربة، يعني إذا كانت البداية محاولة للموت المُحقَّق، أومال اللي جاي إيه؟
كده بدأ يكمِّل طريقه في الممر، لحد ما وصل لتاني شاشة، اللي بمجرَّد ما وقف قدامها، اتكرَّر نفس اللي حصل مع الشاشة الأولى، قطعة الجلد اترفعت، وخرج من وراها شخص لابس قناع مختلف، كان على شكل أرنب، لكن ملامحه كانت مخيفة وغرقانة دَم، معرفش إن كان ده الشخص اللي كان لابس قناع الأرنب، وقايم بالدور ده في التجربة، ولا ده شخص تاني والأقنعة متشابهة، لكن المرَّة دي مكانش في إيده مَنجل، دي كانت طبنجة، واللي بمجرَّد ما ظهرِت خرجت منها طلقة، صوتها كان مفزع، والهوا بتاعها اتسبب في إن شَعر راس الشخص اللي في التجربة يتهَز بعنف، ورغم إن الطلقة ملَمَسِتش الشخص ده، إلا إنه وقع في الأرض للمرَّة التانية من الرعب.
-“عصام”.
-عايز إيه يا “كريم”؟
-قولي بقى إن الرصاصة دي حقيقية.
-أيون حقيقية.
-أكيد لا يا عم؛ دي طبنحة صوت.
-بُص يا “كريم” على الحيطة اللي انضربت ناحيتها الرصاصة، شايف الفتحة اللي في الحيطة دي؟
بعد ما بَص ولَمح الفتحة اللي بشاور عليها قالي:
-أيون شايفها.
-هي في طبنحة صوت بتعمل كده؟
-قصدك إيه؟
-قصدي أقولَّك للمرة التانية إن كل اللي هتشوفه هنا حقيقة.
وللمرة التانية، الشخص اللي في التجربة كان بيقوم من الأرض، والفزع كان ظاهر عليه أكتر من الأول، وبيكمِّل طريقه ورجليه مش شيلاه، واختصارًا لحكاية المَمر، عاوز أقولكم إنه كان بينجو من قدام كل شاشة بطريقة عجيبه، زي ما نجا من المنجل والرصالة، نجا برضه من ضربة سكينة كان بينها وبينه مللميترات، ورشقت في الحيطة اللي جنبه، دا غير إنه نجا من كورة حديد كلها سنون مُدبَّبة، كانت هتجيب أجله عند آخر شاشة.
المكان اتبدِّل ولقينا نفسها في حتة واسعة، مكان زي الريسيبشن لكنه ضلمة، وساعتها الشخص اللي في التجربة كان واقف بيلتفت حوالين نفسه، لحد ما شاف الفلاشر الأحمر من تاني، المرَّة دي المكان نوَّر عند باب أوضة، بدأ يتحرَّك ناحيتها وهو متردِّد، بس كان لازم يروح، مفيش قدامه طريق غير كده، لحد ما وصل عند باب الأوضة، اللي اتفاجئنا إنه اتفتح من نفسه، في اللحظة دي لقينا الشخص ده بيدخل الأوضة، والباب بيتقفل عليه وإحنا برَّه.
يادوب لحظات، ولقينا نفسنا جوَّه الأوضة، اللي كانت مليانة تماثيل مخيفة، كانت على شكل مخلوقات شيطانية، اللي راسها على شكل راس كبش، واللي ملامحها بشعة ومش معروف لها أصل من فَصل، لكن اللي كان لافت لانتباهنا، إن كل تمثال موجود، كانت له شخصية حقيقية موجودة، بتتحرَّك وفيها حياة.
وقتها الشخص اللي في التجربة كان واقف وإيده مربوطة ورا ضهره، ومُش عارف يهرب من دايرة الشخصيات اللي حواليه، واللي كانوا بيحاولوا يصيبوه بالرُّعب بكل الطُرق، لدرجة إن واحد منهم كان معاه حاجة شبه الرُّمح، لها راس أفعى، وفي نهايته خنجر، وساعتها كان بيمِده ناحية رقبته، ولما الشخص اللي في التجربة اتفزع، رقبته خبطت في السلاح، وكانت نتيجة اللي حصل إن في خيط دم نزل من رقبته مكان الجرح.
على الرغم إن الشخص كان غرقان دم من اللي حصل في الممر، لكن قدرت ألمح الدم اللي نزل من رقبته، كان واضح إنه جرح عميق، في اللحظة دي “كريم” قالي:
-الراجل اندَبح.
رديت بكل هدوء وقولتله:
-هو أي نعم جرح عميق، لكنه موصلش لدرجة الدّبح، دبح يعني قطع عروق الرقبة بالكامل.
-هو أنت ليه متأكد من كل اللي بتقوله؟ الراجل ده هيموت.
-لأ مش هيموت.
إجابتي كانت مبنية على قراءاتي عن قصر مَكَامي، لأني مقرأتش عن حالة واحدة ماتت في التجربة، كل اللي اتكلم قال إصابات تقيلة، إنما موت لأ، كلها كانت حالات نفسية وحالات جنون، وفي منهم بعض الحالات اللي انتحرت بعد كده.
لكن اللي بيحصل قدامي، خلاني أوقَّف تفكير، لأن كان في شخصية من الشخصيات الشيطانية بتربُط عين الشخص اللي في التجربة بغمامة لونها أسود، وبعد ما اتأكِّدوا إنه خلاص معدش شايف حاجة حواليه، كل واحد فيهم أخد جنب من الأوضة، عشان باب الأوضة يتفتح، ويدخل شخص مجهول الهوية، وده أنسب وصف للحالة اللي كان عليها، لأنه كان لابس بالطو أسود واصل للأرض، وفوق راسه برنيطة سودة، وفي قناع أسود مغطِّي وشه، حتى كفوف إيده، كانت مخفية في جوانتيات سودة.
الغريب في الحكاية، إنه كان في إيده كتاب قديم، وساعتها وقف قدام الشخصية اللي في التجربة، وبدأ يفتح الكتاب على صفحة معينة ويقرأ منها.
مكنتش قادر أفهم هو بيقرأ إيه، اللغة كانت غريبة، وأول مرَّة الموقع ميساعدنيش أفهم حاجة بتحصل قدامي، لكن لفت انتباهي حاجة، وهي إن الصفحات كان فيها رموز وحروف متناثرة وأشكال هندسية مش مفهومة، واللي بمجرَّد ما عيني جت عليها، لقيتها بتتحرَّك زي ما يكون الصفحات فيها نَمل أسود أو دود، حتى “كريم” شاف ده معايا، لأنه قالي:
-الكتابة بتتحرَّك.
مكنتش محتاج كتير عشان أفهم إن ده كتاب سِحر، وإن دي تعويذة بتتقرأ على الشخص، وبعد ما الشخص مجهول الهوية خلَّص لقيته بيقرَّب الكتاب من الدَّم اللي نازل من رقبة الشخص اللي في التجربة، وبياخد من دمَّه على الصفحة، وده معناه إن اللي كان ماسك الرمح كان عارف هو بيعمل إيه، حتى لو عمل ده بطريقة يخدع بها أي حد، حتى أنا اتخدعت فيها، لكن ليه؟ أنا مقرأتش المعلومة دي عن المكان، ولا حد جاب سيرتها، ويمكن دي هتكون طرف الخيط بالنسبالنا عشان نعرف ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه التكلفة الرهيبة دي، وبيعطي 20 ألف دولار لكل شخص بيوافق يدخل القصر، ومبيقبلش منه غير كيس أكل للكلب بتاعه.
بعد ما خلَّص قراءة، خرج من الأوضة، وخرجت وراه الشخصيات اللي لابسة أشكال شيطانية، وبعدها فضِل الشخص اللي في التجربة موجود لوحده في الأوضة، مكنش قادر يشيل الغمامة من على عينيه؛ لأن إيده كانت مربوطة ورا ضهره، لكن اللي حصل، هو إن الغمامة وقعت من على عينيه لوحدها، وإيده كمان اتفكَّت لوحدها!
كان واقف تايه في الأوضة، بيبُص حواليه، لكنه كان شخص تاني غير اللي دخل الأوضة، مقصدش طبعًا إن ملامحه اتغيَّرت أو الكلام ده، أكيد لأ، أنا أقصد إن نظراته كانت بتدل على إن ده شخص عقله مش موجود، زي ما يكون اتجنن وعقله طار، بدأ يتحرَّك ناحية الباب اللي كان مفتوح، وساعتها خرج منه ووقف قدام الأوضة، خرجنا وراه وكان المكان برَّه ضلمة، في اللحظة دي، شوفنا الفلاشر الأحمر من جديد، لمَّا نوَّر زي النار ناحية ممر تاني، وساعتها الشخص بدأ يتحرَّك ناحته، ولما وصل عند بداية الممر، ظهر شخص مُلثَّم، ربط إيديه من تاني ورا ضهره، والمرَّة دي، حط كيس بلاستيك حوالين راسه وربطه حوالين رقبته، كنا شايفين الكيس وهو بيتشِفط مع أول نَفس اتنفِّسُه، لكن الشخص المُلثَّم زَقُّه قدامه عشان يدخل الممر، وساعتها نزل باب حديد من السقف قفل مدخل الممر.
الممر كان بينتهي بباب مقفول، كُنا شايفين الشخص ده وهو بيتخِنق، مكنش قادر ياخد نفسه من الكيس، ولا قادر يفِك إيده من ورا ضهره عشان يشيل الكيس من حوالين راسه، وده اللي خلَّى توازنه مش مظبوط، وكان بيتخبَّط بين حيطان الممر، لحد ما وصل للباب، كان بيخبط الباب براسه عشان حد يفتح وينجِده، لكن اللي حصل، هو إن في حاجز حديد نزل من السقف تاني، لكن المرَّة دي؛ عشان يحبِس الشخص ده في نطاق ضيَّق جدًا بينه وبين الباب المقفول.
من الاختناق الشخص ده وقع في الأرض، ومع الوقت؛ بدأ يتشنِّج لحد ما حركته بدأت تتوقَّف تدريجيًا، وفي اللحظة الأخيرة، الباب اتفتح، وفي إيدين سحبِت الشخص ده برَّه القَصر.
لحد هنا، ولقينا نفسها في أوضة، كانت زي أوضة المراقبة، كلها شاشات كمبيوتر، واتضحلنا إن القصر كله مراقب بالكاميرات، وإن كل اللي بيتِم مع كل شخص بيدخل في التجربة دي، كان بيتذاع بث مباشر على مواقع كلها حاجات مخيفة، الأوضة دي مكنش موجود فيها غير شخص واحد، كان ضهره لينا عشان كده مشوفناش ملامحه، لكن مكنتش محتاج حاجة عشان أفهم إن ده نفس الشخص اللي كان بيقرأ التعويذة من الكتاب، لأن باختصار الكتاب كان جنبه، وهو كان بنفس الهدوم الغامضة، لكن لقيته بيقوم وبيقف في ركن موجود في الأوضة، كان فيه صورة كائن شيطاني، له قرون وطالع من بوقه لسان أفعى، وساعتها كان بيقرَّب الكتاب من الصورة وهو مفتوح على الصفحة اللي فيها دَم الشخصية اللي في التجربة وبيقول:
-“لك دائمًا أن تقبل دماء بني آدم قربانًا كما طلبت، واقبل كيس الطعام من صاحب الدَم”.
عيني بدأت تيجي من تاني على الشاشات، وساعتها بدأت دماغي تاخدني لناحية تانية، وسألت نفسي، هي التسجيلات اللي بتحصل هنا لكل شخص بيدخل التجربة بيتعمل بيها إيه؟!
علطول تفكيري أخدني لمواقع الدارك ويب، وإن في ناس بتدخل المواقع دي، عشان تتفرج على فيديوهات لناس بتعذب ناس، وناس بترتكب جرائم قتل أونلاين، واللي أكِّد الهاجس اللي جالي، هو إن الشاشات اللي شوفتها كانت بتعرض لايف لأماكن كتير، بتتم فيها ممارسات زي اللي شوفناها هنا في القصر، لكن الغريب إن الأوضة اللي اتقرأ فيها التعويذة مكانتش متصورة، يعني مشهد قراءة التعويذة على الشخص اللي في التجربة ده حصل في السِّر.
دماغي بدأت تحلِّل اللي بيحصل، لحد ما وصلت لتفسير حقيقي عن قصر مَكَامي، ولقيت هاجس جوايا بيقولي أنت صح، وساعتها فهمت إن الموقع بيأكِّد على صحة المعلومة اللي أنا وصلتلها، واللي لازم أوضَّحهالكم، وأوضَّحها لـ “كريم” لأنه سألني وقالّي:
-أنت فاهم حاجة؟
-مكنتش فاهم شوية حاجات، لكن فهمت، قَصر مَكَامي، اللي ظاهر للناس إنه بيت رعب واقعي، وراه قصة تانية وعالم تاني، محدش فكَّر ليه صاحب القصر مكلِّف نفسه وبيعرض مكافأة 20 ألف دولار عشان الناس تقبل تدخل التجربة، وإن تذكرة الدخول كيس أكل للكلب بتاعه، وإيه اللي بيعود على صاحب البيت من كل ده، الحقيقة إن كل اللي بيحصل جوه في البيت؛ بيتعرِض على مواقع الدارك ويب، واللي بعض الساديين بيدخلوها عشان يشوفوا حفلات تعذيب بعض الناس، يعني كل اللي شوفته ده، كان بيتعرِض لايف على المواقع دي، واللي طبعًا بتجيب أموال كتير فوق ما تتخيّل لصاحب البث، الحاجة التانية، وهي إن في مقطع ما اتعرضش في اللايف، وده باختصار مقطع قراءة التعويذة اللي حصل، لأن صاحب القَصر عنده غرض تاني من التجربة، وهو إنه بيقدِّم دم الشخصية اللي في التجربة قربان لكيان شيطاني هو مسخَّره لغرض ما، وبياخد قربان الدَّم من ضيوف التجربة، وإن الكلب اللي بيطلب من الناس كيس الأكل عشانه، هو الكيان الشيطاني، لكنه بيكون متجسِّد في صورة كلب، والدليل على كده، لما كان بيقرَّب الكتاب من صورة الكيان الشيطاني قالّه: “لك دائمًا أن تقبل دماء بني آدم قربانًا كما طلبت، واقبل كيس الطعام من صاحب الدَم”.
وساعتها كريم قالي:
-وهو لو الغرض منه ينشر المقاطع دي على الدارك ويب وياخد فلوس، ليه مسخَّر كيان شيطاني؟
-الدارك ويب بحر ضلمة وواسع، زي ما فيه مواقع قتل وتعذيب وتجارة غير مشروعة ومافيا، فيه برضه مواقع سِحر وشعوذة وحاجات كتير، يعني هي مجموعة دواير تبان من بعيد إنها مالهاش علاقة ببعضها، لكن من تحت الترابيزة كله موصَّل على كله، واللي لُه في دَه، أكيد لُه في دَه.
حسيت بإيد بتخبطني في كتفي، جسمي اتهَز من الخوف، لكن اتفاجأت إني واقف في أوضتي، وأمي واقفة ورايا بتندهلي، وبتقولي:
-“عصام”، يا “عصام”.
التفتت ورايا وقولتلها:
-نعم.
-واقف ليه كده يابني؟ مش قولتلي هتدخل الأوضة تشوف حاجة وتطلع! تقوم فاتح اللاب توب وواقف قدامه؟!
افتكرت إن فعلًا ده اللي حصل قبل ما أدخل الأوضة، والموقع خلاني أشوف كل الأحداث دي في دقايق، عشان جيبت سيرة بيت الرعب مع “كريم” من باب الهزار، وساعتها قولت لأمي:
-معلش يا أمي، هقفل اللاب توب وطالع أهو.
في اللحظة دي، سمعت رنة تليفوني، بصيت على التليفون ولقيته “كريم”، رديت عليه وأنا مستغرب، لأنه بالتأكيد لسَّه لا نام ولا حِلم ولا حاجة، لكنه قالي:
-بقولك إيه يا صاحبي، أنا اقتنعت بكلامك، تعالَ نروح بيت الرعب، تصدق وأنا ببحث عن بيوت الرعب اللي ممكن نروحها، ظهر معايا حاجة غريبة.
-ظهر معاك إيه؟
-لقيت موضوع بيتكلم عن بيت رعب واقعي، اسمه قَصر مَكَامي!
لحد هنا قولتله:
-ماشي يا “كريم”، شوف عايزنا نروح أي بيت رعب، وابقى عرَّفني.
قفلت معاه المكالمة، وأنا طبعًا عارف إننا مش هنروح قصر مَكَامي ولا حاجة، ده هو جه في طريقه كده، عشان يقولي اسمه، وأفهم إنها رسالة من الموقع ليَّا، كمان مكنتش مستغرب إن ده حصل، ولا إن “كريم” غيَّر تفكيره، أكيد الموقع له دخل في الحكاية عشان الدايرة تقفِل، لكن دي كانت المرَّة الأولى، اللي نشوف فيها أحداث رحلة ونعرف السبب الحقيقي ورا اللي بيحصل في مكان معيَّن، من قبل ما نتكلِّم عنه بالتفصيل، وإن الرحلة تكون أشبه بالفجوة الزمنية اللي دخلناها، عشان نشوف كل ده في ثواني أو دقايق قليِّلة، زي ما حصل بالظبط في حكاية قصر مَكَامي.
***
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى